رغبات المشير اوامر
في عام 1963 أقيمت مباراة في كأس مصر بين الزمالك والقناة على ملعب الأهلي، وكان حكم المباراة هو العميد علي قنديل،
ويروي الناقد الرياضي عبدالرحمن فهمي ما جرى وقتها فيقول:
"قبل نهاية المباراةجمهور الزمالك شعر بأن المباراة هتروح منهم، فقام بإلقاء طوب وحجارة وزجاجات فارغة في الملعب، و الحكم اوقف اللعب و طلب من رئيس فريق الزمالك ومن إدارييه المحافظة على النظام وتهدئة الجمهور، وإلا اضطر إلى إنهاء المباراة فورا واحتساب النتيجة في غير صالح الزمالك.
- لاعبو الزمالك ثاروا على الحكم علي قنديل، وكان أكثرهم ثورة اللاعب محمد رفاعي، اللي كان وقتها مجندا كعسكري وفي الجيش. وكان علي قنديل برتبة عميد
وظهر عدد مجلة "المصور" بعد أيام فيه عدة صور تدل على عدم الانضباط الخلقي والرياضي والعسكري، محمد رفاعي يمسك بتلابيب علي قنديل بيد، ويرفع يده الثانية إلى أعلى وكأنه سيهوي بها عليه صافعا إياه على وجهه!
- اتحاد الكرة يومها واقعا تحت تأثير نادي الزمالك، فرئيسه المشير عبدالحكيم عامر، ونائب الرئيس الفريق عبدالعزيز مصطفى، والوكيلان محمد حسن حلمي وحسن عامر. وكاد الأمر يمر بسلام، لولا أن اللواء عبدالله رفعت كحكم قديم وكإداري مسؤول وكضابط سابق يعرف اللوائح، وكرياضي قديم رفض هذا الوضع ودعا لاجتماع عاجل لاتحاد الكرة، فلم يستمع له أحد!
🔹في أول اجتماع رسمي للاتحاد بعد أصر عبدالله رفعت على إثاره الموضوع وقال:
"أن يضرب عسكري عميدا في الجيش على الملأ في ملعب كرة وعلى صفحات الجرائد والمجلات فهو أمر خطير من ناحية البلد قبل أن يكون من ناحية الرياضة. أنا كرجل عسكري لا أقبل على جيش بلدي أن يرى هذه المهزلة أمام عينيه، ويصمت، وخاصة أن رئيس الاتحاد هو قائد الجيش"!
وأصر عبدالله رفعت على اتخاذ إجراء ضد رفاعي من ناحية الرياضة – على الأقٌل- وهو ما يملكونها الآن، على أن يرفعوا توصية إلى إدارته في الجيش لمعاقبته فورا
ولم يعلق أعضاء الاتحاد، وبعد يومين كان عبدالله رفعت في منزله، فدق جرس التليفون، وقال المتحدث:
- اللواء عبدالله رفعت موجود.. طيب استعد المشير حيكلمك .
🔹و يقول عبدالرحمن فهمي- تحدث المشير قائلا:
- أنا وصلني كل الكلام، اللي قلته في اتحاد الكرة من يومين عبدالله يا رفعت.. أنت فاكر الحكاية فوضى؟!
- ظن الرجل أن المشير أخذ بوجهة نظره التربوية فقال له:
- ده برضه كان عشمنا يا فندم!
قال المشير: عشمك في إيه؟!
رد الرجل: عشمنا في سيادتك، أنا قلت إن سيادتك لا يمكن أن تقبل هذا الوضع الخاطىء ولا يمكن تقبل أن يتعدى عسكري على عميد في ملعب كرة مهما كان السبب!
وقال المشير: أنت مش عارف العسكري ده اللي بتقول عليه يبقى مين!
أجاب عبدالله رفعت: "أيوه يا فندم.. ده يبقى محمد رفاعي"
قال المشير: مش عارف رفاعي ده يبلعب لأي نادي؟
رد: لنادي الزمالك يا فندم
وسأل المشير: مش عارف نادي الزمالك ده يبقى رئيسه مين؟
قال: يبقى رئيسه المهندس حسن عامر يا فندم
قال المشير: ما تعرفش أن حسن عامر ده يبقى أخويا؟
قال: عارف يا فندم
ورد المشير قائلا: طيب ما دام أنت عارف.. تهاجم إزاي نادي الزمالك؟
قال اللواء عبدالله رفعت: أنا ما جبتش سيرة نادي الزمالك خالص يا فندم.. أنا بتكلم عن الأصول التربوية.. والنظام في القوات المسلحة .
رد المشير: أنت حتعلمني النظام
في القوات المسلحة يا عبدالله؟
أجاب الرجل: مش قصدي يا فندم.. بس لما يشوف الناس عسكري في الجيش بيضرب عميد في الملعب، واللي ما شافوش في الملعب شافه على صفحات الجرائد والمجلات، يبقى إيه الوضع؟
وبسرعة قال المشير متسائلا: وهو رفاعي كان لابس عسكري، وعلي قنديل كان لابس عميد في الملعب؟
وأجاب اللواء عبدالله رفعت قائلا: "لا يا فندم، بس كل القوات المسلحة على الأقل زملاؤهم عارفين. ثم من الناحية الرياضية.. كان.. يا فندم.."!
وقاطع المشير الرجل قائلا: أنت حتعلمني النواحي العسكرية.. والنواحي الرياضيه كمان يلدا عبدالله يا جمعه .
قال المشير: لا بس ولا حاجة.. أنا بشرفي لولا أعرفك كويس كضابط ممتاز لكنت أمرت باعتقالك دلوقتي!
تساءل اللواء عبدالله رفعت مذعورا: "اعتقالي؟!"
أجابه المشير بسرعة: إيه مش مصدق.. تحب تجرب لك يومين؟ أنا بس راعيت ماضيك العسكري والرياضي، علشان كده باصدر لك أمر تنفذه فورا!
قال الرجل في امتثال: "اللي تؤمر بيه يا فندم"!
رد المشير مُنهيا هذا الحوار التليفوني الغريب والمثير في الوقت نفسه:
– أنا خففت عليك الحكم واكتفيت بأن لا تدخل أي ملعب في حياتك.. أنت فاهم.. مُحرم عليك دخول أي ملعب كرة ولا حتى كمتفرج.. لو دخلت ملعب يا عبدالله يا رفعت مش حيحصل لك طيب
ويختتم عبدالرحمن فهمي هذه القصة الغريبة فيقول: "ولم يدخل عبدالله رفعت أي ملعب كرة وهو عضو وهو عضو بلجنة الحكام الرئيسية التي تعين الحكام وتشرف عليهم.. لم يدخل أي ملعب منذ عام 1963 حتى نكسة 1967"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق