ريمونتادا خيالية ... و بتسعة لاعبين
مباراة الإياب لكأس السوبر الاسباني 2007-2008 بين ريال مدريد و فالنسيا في السانتياغو برنابيو بعد انتهاء مباراة الذهاب في المستايا بفوز فالنسيا بثلاثة أهداف مقابل هدفين.
بدأت المباراة بسيناريو مثير، كما انتهت تماماً مباراة الذهاب، فالنسيا يسجل في الشوط الأول على ملعب سانتياجو برنابيو بهدف حمل توقيع ديفيد سيلفا في الدقيقة 32
ريال مدريد بحاجة لتسجيل هدفين للفوز بكأس السوبر، ومع صعوبة الموقف، تلقى بيرند شوستر ضربة قوية قبل نهاية الشوط الأول، بعدما حصل لاعبه الهولندي فان دير فارت على بطاقة حمراء، غادر على آثرها أرض الملعب، وأكمل ريال مدريد المباراة بـ 10 لاعبين بداية من الدقيقة 40.
ذهب لاعبو ريال مدريد إلى غرفة الملابس بين شوطي المباراة، وأصبح شوستر بحاجة للتغلب على النقص العددي، وتسجيل هدفين في 45 دقيقة.
خدمته الظروف مبكراً بركلة جزاء بعد 6 دقائق فقط من انطلاق الشوط الثاني، سجل منها فان نيستلروي هدف التعادل.
ريال مدريد في وضعية صعبة، يلعب بـ 10 لاعبين أمام خصم ليس سهلاً على الاطلاق، وبحاجة لتسجيل هدف أخر على الأقل، هل يوجد ما هو أصعب من ذلك؟
نعم، حدث السيناريو الأسوأ والأسوأ والذي لم يكن يتخيله أحد.. هداف الفريق فانيستلروي يحصل على إنذار ثاني ويغادر أرض الملعب في الدقيقة 73.
ريال مدريد بحاجة إلى التسجيل وهو يلعب بـ 9 لاعبين، السيناريو الواقعي أن يفكر الفريق في الخروج بالنتيجة الحالية 1-1 وعدم استقبال مرمى كاسياس أي هدف أخر.
كتيبة أوناي إيمري على أعتاب ملامسة اللقب، 13 دقيقة فقط ويغادر فالنسيا ملعب البرنابيو ومعهم كأس السوبر، ووسط حالة اليأس التي تسيطر على مشجع ريال مدريد الذي فقد الأمل تماماً، عاد لإهتمامه بالمباراة مرة أخرى ونظر إلى شاشة التلفاز مع صوت المعلق الرياضي الشهير فارس عوض “ليس هنا يا فالنسيا”، بتسعة لاعبين وبدون اللاعب رقم 10، الريال يفعل المعجزة في الشوط الثاني، سيرجيو راموس يسجل الهدف الثاني لريال مدريد.
قبل النهاية بـ 10 دقائق، أجرى شوستر تبديلين بنزول روبين دي لاريد وجونزالو هيجوايين، بدلاً من جوتي وراؤول.
ريال مدريد لم يحسم اللقب بعد، إيمري دفع بالمهاجم فرناندو مورينتس، بدلاً من المدافع راؤول ألبيول، ليست مخاطرة بكل تأكيد، أمامه 13 دقيقة ويكفيه تسجيل هدف واحد أمام 9 لاعبين.
ما حدث بعد ذلك لم يكن يتوقعه أكثر المتفائلين، حتى شوستر نفسه لم يتوقع ذلك، “هدف سوبر في يوم سوبر في ليلة سوبر من فريق سوبر من لاعب سوبر“، البديل روبين دي لاريد يسجل الهدف الثالث بتسديدة رائعة بعد دائرة منتصف الملعب بقليل. “دي لاريد في مدريد، يقولها بالفُم المليان هل من مزيد يا مدريد”، لكن لم يكن هناك أي مزيد، فاللاعب الذي ظل قلبه ينبض بحب ريال مدريد، أجبرته مشكلة في القلب على الإعتزال. وبقت ذكريات هذا الهدف عالقة في أذهان كل مشجع للنادي الملكي.
أرتاح بال شوستر وجماهير ريال مدريد قليلاً، أي هدف لفالنسيا يعني التعادل وليس حسم اللقب لصالح الخفافيش. لكن البديل الأخر هيجوايين سجل الهدف الرابع “هذا ما لا طاقة لي به يا ريال، أربعة ثقيلة يا فالنسيا، الريال بطلاً للسوبر الإسبانية، إنه كبرياء الملك”.
هدف مورينتس في الدقيقة الأخيرة كان تأكيدا لحسم ريال مدريد اللقب بعد الفوز بنتيجة 4-2، بتسعة لاعبين فقط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق