القصة التاريخية لصدام حسين حجازي مع إدارة الأهلي منذ عام 1926 حتي نهائي كاس مصر 1928:
في الثاني عشر من شهر نوفمبر عام 1926.. فاز الأهلي في دوري القاهرة على الزمالك بهدفين نظيفين.. ولم يهتم أحد وقتها بهذا الفوز.. إنما انشغل الجميع بالنجم الكبير حسين حجازي الذى لم يشارك مع الأهلي ولم يلعب تلك المباراة.. ولم يكن حسين حجازي مجرد لاعب كرة.. إنما هو النجم الذى لم يبلغ مكانته أي لاعب آخر في تاريخ الكرة المصرية.. لدرجة أنه حين كان يلعب للأهلي كانوا يسمونه فرقة حجازي بك وكذلك حين يلعب للزمالك.. وكان لاعبا وفى نفس الوقت عضوا بمجلس إدارة أول اتحاد للكرة عام 1921.. وكان أيضا هو الذى يختار لاعبي منتخب مصر بل كان أيضا هو المدير الفني الذى قاد المنتخب في دورة باريس الأوليمبية عام 1924 وفى نفس الوقت يقود هجوم الفريق..
وقبل هذه المباراة بين الأهلي والزمالك عام 1926 طلب حسين حجازي من إدارة الأهلي ضم اللاعب جميل عثمان أفندي.. ورفضت إدارة الأهلي.. وضغط حسين حجازي وهدد وثار وغضب.. وأيضا لم تستجب إدارة الأهلي.. ولم تخش عدم مشاركة حجازي في المباراة أمام الزمالك.. وهدأت بعدها الأمور وبقيت النار تحت الرماد حتى جاء عام 1928.. ويخسر الأهلي نهائي الكأس السلطانية أمام الترسانة.. ويأمر حجازي لا عبى الأهلي بعدم الصعود للمنصة الملكية لتسلم ميداليات الوصيف.. ولم ينشغل الناس وقتها والصحافة بالفوز والخسارة ولكن بقرار حجازي.. رآه الجميع سلوكا غير مقبول..
واختارت إدارة الأهلي أن تحسم بيدها هذا الأمر.. فقررت معاقبة حجازي بالإيقاف ثلاثة أشهر بعد أن ثبت لها أن حجازي هو المسؤول الأول عما جرى بعد أن حرض زملاءه على عدم الصعود لتسلم ميدالياتهم من مندوب جلالة الملك.. وكانت المشكلة وقتها أن هذه العقوبة تعنى عدم سفر حجازي مع المنتخب المصري للمشاركة في دورة أمستردام الأوليمبية..
كان النجم الكبير مصدوما ومجروحا وغاضبا.. ورغم ذلك تقدم بالتماس لاتحاد الكرة يطلب فيه إلغاء عقوبة الإيقاف.. ووقفت الصحافة إلى جانب حجازي والتمست له ألف عذر وقالت إن الخجل هو الذى منعه من الخروج إلى الناس وهو مهزوم.. وأنه كان حزينا جدا لخسارة النادي الأهلي دون أن يقصد إهانة أي أحد أو يرفض تسلم ميدالية من مندوب جلالة الملك..
واجتمع اتحاد الكرة في السادس والعشرين من شهر إبريل وقرر إحالة هذا الالتماس إلى النادي الأهلي مع تكليف كل من فؤاد أباظة بك وفؤاد أنور بك بالتأكيد لمجلس إدارة النادي الأهلي رغبة اتحاد الكرة في قبول هذا الالتماس وإلغاء قرار الإيقاف.. ولم يقبل النادي الأهلي طلب اتحاد الكرة.. ولم يلغ عقوبة إيقاف حسين حجازي ثلاثة أشهر.. ولم يقبل حسين حجازي هذا الموقف.. فكان قرار الطلاق والانفصال بين النادي الأهلي وبين حسين حجازي الذى عاد مرة أخرى إلى نادى الزمالك.. ورغم ذلك بقى الأهلي ولم يخسر إلا مجرد لاعب حتى لو كان هو النجم الكبير حسين حجازي.
المصدر :
كورابيا
مقال للدكتور ياسر ايوب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق