في الساحل الجنوبي الغربي لشبه الجزيرة الإيبيرية ، في مصب نهر تاغوس الواسع ، في العاصمة ليشبونة ولد فرانسسكو ڤييرا، الفنان والرسام البرتغالي المشهور الذي مزج العشق والفن في شاعرية فتن بها البرتغال بأسرها ، إشتهر بإسم لوزيتانو لانه ذهب إلى إيطاليا مهد الحضارات ، إلى روما بالذات ودرس فيها سبع سنوات ، وتخرج من هناك وأحبها ورسم لوحته الشهيرة " التلال السبع " .
في نفس المدينة " لشبونة " ولد فنان رسم لوحات جميلة ، ونشر سحره أين ماحل ، لكن بأقدامه وليس بأنامله ، لقب بـ Vaqueiro أو راعى البقر و هو لايزال فتى صغير.
العاشرة صباحاً ..
ذات يوم من يوم الأحد 13 مارس سنة 1983 ، كالعادة ينظم فريق بنفيكا اختبارات سنوية لكتشاف المواهب ، هذه المرة كانت التجارب في مدرسه ابتدائية في دامايا ، بالقرب من العاصمة لشبونة ، كان إختبار لإكتشاف بعد المواهب بحضور بعض الكشافين .
بدأ الإختبار ، وبعد بضع دقائق من اللعب يستلم فتى صغير صاحب 12 عاماً يكنى بـ Vaqueiro الكرة و يراوغ ثلاث لاعبين ثم وجه لوجه أمام الحارس !! وبلمسة يضع الكرة في الشباك !!
عجيب في هذا السن و أمام أنظار الاسطورة " أوزيبيو " الذي أوقف التدريب وذهب إليه مباشرة ..
مأسمك بني !!
مانويل..
مانويل ..مرحباً بك معنا في بنفيكا .
10دقائق كانت كافية لأقناع أسطورة البرتغال بجلب مانويل سيزار روي كوستا الى أكاديمية بنفيكا .
في صيف 94 يجلبه رئيس الفيولا فيتوريو غوري إلى مدينة الحب .. فلورنسا
بالتأكيد كل من يعشق الشعر و الرسم و الفن لابد أن يقترن إسمه بشكل كبير بمدينة فلورنسا .. وإذا كان هناك مكان في هذا العالم يتم فيه تقديس الفن ، فهم شعب فلورنسا
هي ليست مدينة الفن المعاصر فقط .. لا ، بل المصدر الحرفي لفن النهضة وروح الفن
هي منشأ مركز التاريخ (Centro storico) ...
على ملعب أرتيمو فرانكي .. رفعت هذه اللافتة :
( rui Costa .. arte immensita )
" روي كوستا .. فن كبير جداً "
فرد قائلا :
" فلورنسا كانت منزلي .. عائلتي ..وحب حياتي "
كان يركن سيارته الميتسوبيشي الحمراء أمام حانة ماريسا قرب ملعب الفرانكي فقط من أجل شيئ واحد ..
" سماع أهازيج وحماس مشجعي الفيولا "
فوضعوا له قرب الحانة التي يرتديها عبارة :
" روي أنت النور الذي يضيء فلورنسا "
العروض تتهاطل و الرئيس سيشي غوري يصرح :
" سأبيع كل الفريق ، إلا هـو "
بعد سبع مواسم في مدينة الحب ..
سنه 2001 يرن هاتفه .. " مانو " معك الرئيس سيشي غوري !! ..الفريق يغرق في الديون وأنت وحدك المنقد ، إستعد للرحيل ..
" في تلك اللحظة سكن الشيطان روحي ، غادرت فلورنسا ولازال قلبي هناك ، بكيت لأيام .. وقعت لميلان ولازالت الدموع لم تجف "
في أول زيارة له لآرتيميو فرانكي بقميص ميلان جمهور الفيولا يرفع لافتة ..
"مانويل سيزار روي كوستا ، لقد كنت حلماً جميلا .. فلورنسا تحبك ...اوبريغادو روي"
لو كانت كرة القدم عبارة عن مجموعة من القصائد ، فمن المؤكد أنه سيكون أكثر الشعراء رومانسية .
ولو كانت عبارة عن موسيقى لكان أروع العازفين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق